الصَّالون الثَّاني بجامعة المنصورة يُناقش "الحفاظ على الهوية المصرية في ظل الجمهورية الجديدة"
- الزيارات: 13008
استضاف الصَّالون الثَّقافي بجامعة المنصورة الكاتب الصحفي حلمي النمنم ، وزير الثقافة الأسبق، خلال ندوة عن "الحفاظ على الهوية المصرية في ظل الجمهورية الجديدة" وذلك بنادي أعضاء هيئة التدريس.
وبحضور الأستاذ الدكتور/ شريف يوسف خاطر رئيس جامعة المنصورة، والأستاذ الدكتور/ طارق غلوش نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور/ عبد القادر محمد عبد القادر رئيس مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس.
وقام بإدارة الحوار الأستاذ/ حازم نصر الكاتب الصحفي ونائب رئيس تحرير الأخبار ومدير مكتب الدقهلية.
وشهد اللقاء حضور السادة أعضاء الصَّالون الثَّقافي، وأعلام جامعة المنصورة، والسادة العمداء، ووكلاء الكليات ومديري المستشفيات والمراكز الطبية وأعضاء هيئة التدريس.
وفي مستهل الندوة، رحَّب الأستاذ الدكتور/ شريف يوسف خاطر بتشريف الكاتب الصحفي حلمي النمنم ، وزير الثقافة الأسبق في رحاب جامعة المنصورة، مؤكدًا أن مصر تَمُر بظروف صعبة على المستويين المحلِّى والدَّولي للحد من قدرة وإمكانات الدولة المصرية، وما تشهده الدول المجاورة من أزمات تؤكد أن مصر مستهدفة من القوى الخارجية، وما شهدته الانتخابات الرئاسية مؤخرًا من مشاركة عدد كبير من فئات الشعب والمشاركة الكبيرة للشباب، واختيار السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسًا للجهورية يؤكد وعي الشعب بهذه المخاطر واصطفافهم خلف قيادته الواعية والحكيمة لبناء الجمهورية الجديدة.
كما أكَّد أن وزارة الخارجية هي إحدى أذرع الدولة المصرية، وهي من القوى الناعمة لتوصيل الثقافة المصرية إلى الخارج، وتحتاج إلى المزيد من المراكز الثقافية بالخارج للحفاظ على الهوية ونشر الثقافة المصرية.
كما أشار إلى أهمية دور وزارة الثقافة للعمل على نشر ثقافة الهوية المصرية بين جيل الشباب لتنمية الولاء والانتماء لديهم، مؤكدًا أن مصر ستظل تحافظ على الهوية المصرية بقوة جيشها وتماسك شعبها من كل طوائفه.
وأكَّد الأستاذ الدكتور/ طارق غلوش أن مصر على مر التاريخ لم تفقد هويتها وأن الهوية تولد في جينات الإنسان المصري، وتظهر جليًّا في الأزمات الحاسمة، وما تتعرض له مصر يعكس حرص المصريين للحفاظ على الوطن.
وأشار الأستاذ حازم نصر أن اهتمام إدارة الجامعة والصالون الثقافي بموضوع الندوة يتواكب مع ما تتمتع به هذه المحافظة وسمعتها بدءًا من صد الحملات الصليبية حتى العصور الحديثة، وأن التهديدات التي تشهدها المنطقة تشكل تهديدًا مباشرًا على الهوية المصرية، بعضها تاريخي وبعضها جغرافي، مما يتطلب دعم نشر ثقافة الحفاظ على الهوية المصرية.
ومن جانبه، أكَّد وزير الثَّقافة الأسبق حلمي النمنم أن جامعة المنصورة تُعَدُّ منارة العلم والتنوير في إقليم الدلتا، وهي قلعة الطب في مصر والشرق الأوسط، وعَبَّرَ عن فخره بتواجده بمدينة المنصورة وتميز أهلها الذين أنشؤوا أول جامعة إقليمية خارج القاهرة وقدموا أموالهم لعميد الأديب الدكتور طه حسين في سبيل إنشائها. فَهُم أهل علم ومنهم ظهر رواد التنوير لطفي السيد والدكتور محمد حسنين هيكل وغيرهم، كما أنها المدينة التي أنجبت كوكب الشرق أم كلثوم.
وأشار أن الدولة المصرية مستهدفة على مر العصور منذ أكثر من 4 آلاف عام؛ إذ إن الموقع الجغرافي الذي منحه الله لمصر أعطى لها أهمية كبيرة، ولذلك ترغب القوى الخارجية لإضعاف مصر من خلال الحروب والحملات الموجهة، ومؤخرًا حروب الجيل الرابع واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الإشاعات والتشكيك في مؤسسات الدولة لتفكيك الهوية المصرية، لكن مصر ستظل قوية بقوة شعبها وقيادتها السياسية.
وأكَّد أن اهتمام الدولة بالهوية المصرية على مدار السنوات العشر الأخيرة يرجع إلى الاهتمام الواضح بالهوية المصرية بمختلف جوانبها، مؤكدًا تنامي هذا التوجه على الصعيد الداخلي من جانب، وفي العلاقات المصرية بالخارج من جانب آخر.
وعلى مدار العشر سنوات الأخيرة هناك حالة من ترقية العمل الثقافي؛ ترجع إلى أننا من بعد ثورة 30 يونيو صرنا على وعي كامل بالهوية الوطنية، ونعمل على تقويتها من مختلف جوانبها، ولدينا من القرن التاسع عشر رفاعة الطهطاوي، وفي القرن العشرين طه حسين والدكتور حسين فوزي، الذين تحدثوا عن البعد الثقافي والبعد المتوسطي في هويتنا، وقد تحقق منذ عام 2014 مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في مصر، ومع توسع الرئيس السيسي في إنشاء الجامعات، سواء الأهلية أو الحكومية، بدأت الجامعات في الاهتمام بالبعد الثقافي وبالتخصصات الثقافية، وهو ما لم يكن موجودًا قبل ولاية الرئيس السيسي، وتحدث الرئيس في خطاب التنصيب بعد الفوز بالانتخابات عن هذا البعد، الحفاظ على الهوية المصرية وهو شيء يشعرنا بالطمأنينة.
وأضاف أن الهوية الثَّقافية لا تقوم بها وزارة الثقافة وحدها، ولكن من خلال مجموعة من الوزارات والهيئات التنفيذية على رأسها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وأنشطة الدولة ووزارة الخارجية، والأوقاف والشباب والرياضة والتضامن الاجتماعي.
وتضمن اللقاء مداخلات ومناقشات واستفسارات للسادة الحاضرين عن كيفية الحفاظ على الهوية المصرية في ظل التحديات الجديدة.
وفي الختام، دار حوار حول موضوع ندوة الصالون بين ضيف الشرف الأستاذ حلمي النمنم والحضور من أعضاء الصالون والضيوف والقيادات الجامعية، حيث أكَّد الجميع على أهمية دور الثقافة في الحفاظ على الهوية المصرية، وقد وافق السيد رئيس الجامعة على عقد سلسلة من النَّدوات في الفصل الدراسي الثاني عن الهوية المصرية في مختلف كليات الجامعة بناءً على طلب الحضور في الصالون الثقافي لجامعة المنصورة. وعليه، تم اختيار أ.د محمود الجعيدي -عميد كلية الآداب- كمنسق لسلسلة ندوات الهوية المصرية بالجامعة في الفصل الدراسي الثاني.
https://services.mans.edu.eg/mans-news/6226-the-second-salon-at-mansoura-university-discusses-preserving-egyptian-identity-under-the-new-republic#sigProGalleria4de013d88b